الخميس، 17 سبتمبر 2009

موت شاعر

موت شاعر




((((( الموت يهمس فى اذنى بأستمرار ...عش فأنا فى طريقى اليك ))))))


اهداء

الى صديقى الشاعر الراحل (( فضل المبروك )))

والى الشاعر((( سليمان الترهونى )))) الذى تركنا هكذا دونما وداع

والى الشاعر (((( عبدالكافى )) الذى غادرنا بعد موت سريري طويل





1

فضل الرائع....هاأنت تتخذ قرارك فحأة وتتركنا دونما وداع...كنت تكره الوداع...كنت تخشاه دائما

وكان رهانك الدائم على اللقاء...لكن رهانك الاخير كان خاسرا يارفيقى...لأنه كان رهان مع القدر

الذى آبى لك الا أن تتركنا


***********
اتذكر لقائى الاول بك منذ زمن بعيد...بيتك القديم فى منطقة ((( مسه))) وداعتك التى لاتنسى بسهوله كلماتك الودودة ...اتذكر انذاك أول حوار بينى وبينك ...حول (( البراح)) الاوبريت الذى كنت تكتبه

كنا نردد معا مقطعه الاول

برح برح يابراح الوطن العربى كله راح

ووعدتنى تلك الليله أن تكمل هذا الاوبريت الغنائى الرائع...الذى قدر له الا يكتمل

*****************

والان ماذا أقول...؟؟؟
هل هو الحلم ....بأن ارى افكارك تتحقق حول معجزة الالتقاء بين الفن والحياة....التقاء الادب مع الفن

ذلك الالتقاء الوشيك...الذى يمنح لكليهما طعم اخر ...رونق اخر.... ماذا اقول وكلماتك الاخيرة ترن فى اذنى

((أمغيرب وين النار هفت ....
ودرنا فريكة قمح فى ضل خروبه
وين وتت...
الطاسة بأيديها مدت
أمغيرب وين النار هفت ))












وهاهو غروب اخر فاجع ترسمه لنا دونما ترتيب ...المنا فراقك ياأبا (( فرح)) فهل تكفى الدموع

وهل يكفى الرثاء



2


الى((( سليمان الترهونى )) الذى انتهى وحيدا



شرقت ماقابلت صاحب وين طافت على عينى سحابة هم
وغربت ماقابلت زهو اللمه ولا ريت فى الميعاد خال وعم
وقلبى على كف المواجع تما يبكى وتنزل دمعته من دم
اللى أتكسره يصعب عليك اتلمه تكسر قزاز الروح مايلتم
واللى تشكره يصعب عليك اتذمه وانا اللى شكرت وماقدرت انذم


وهكذا كان ...وكأن خطابك الاخير عبر تجربتك الشعرية الرائعه ..كأنه كان موجها منك واليك...وكأنك ترى هواجس الوحدة القاسيه التى المتك...كانت ايامك الاخيرة قاسية ايها الشاعر الذى ملئت اغانيه
الدنيا ....

ياسادة عند موت الشاعر ..هناك عيون ماء تجف ..وهناك مآق تذبلفهل يكفى البكاء؟؟ وهل تكفى مرارة اللوعة ..لنعبر عن رحيل فراشة حائرةاحترقت بنور الشعر..وانتقلت الى الملكوت ...ساخرة منا


3


إلى ((( عبدالكافى))) الذي تركنا بعد غيبوبة وموت سريري طويل

يمكن ان نشم رائحة الكذب فى الكلام....ويمكن أن نرى بوادر الغدر فى التصرف...ولكن...كيف السبيل الى معرفة وقت الرحيل ...؟؟ الرحيل الذى تبره الايام..فيحدث كل شىء بعيدا عن الحواس

حال وقوع الحدث...بعد ذلك تمارس الحواس عملها ..فتستطيع شم رائحة الفجيعه ..وتستطيع رؤية
الحزن...فنتذوق الالم الذى هو صفة الانسان الحقيقيه...


ثم ماذا ايها الشاعر الذى ايسر السبل للوصول الى قلوبنا...(( غناوة العلم )) (( الشتاوة))

ذلك العالم المنسوج من ابلغ وسائل التمويه..والوضوح السهل الممتنع...والكلام الذى يكسر العظم


ظلمة دج وغابة دكا دار عزيز اغبى مسلكا


ثم ماذا ايها الشاعر الراقد فى غيبوبتك والعالم يعج من حولك...وكأنك ماعشت بينهم يوما واحدا

وكأن الاف الغناوى...التى لازالتتتردد لحنا عذبا على شفاهنا ليست منك ...بل من طائر يأتى من آخر

الأفق (( كطائر الفينيق )) لينشر النور وينتفض من الرماد



يستاهل عزيز ادموع الغاية تباكيتن اشوى

ليست هناك تعليقات: