الجمعة، 18 سبتمبر 2009

(( حكاية اسمها فضيلة ))


1

عادت تلهث..لاح لها اول الشارع ..غمرها حزن عميق .حتى انها نسيت بركة ‎المجارى الطافحه فى ‏اول الشارع ..داستها بقوة ..تطاير الماء الاسود من حولها‎ ...‎غالبت دمعة كادت ان تطفر من عينها ‏والنشيج يغمرها‎. ‎

‎ ‎2 ‎
أسمها‎ ‎فضيله ..طفولية الوجه .صغيرة فى السن ..تملك محاسن جسديه لابأس بها...زوجها معاق‎ ‎ولها منه ‏ثلاثة أولاد ..لم تكن تعرف رجلا غيره‎ .... ‎
قالت اختها //ستجرى‎ ‎النقود بين يديك ..فقط دعيه يتمتع ولاتعترضى..فهو لايحب الكلام ..بل يحب‎ ‎الفعل..وأتكأت على الجملة الاخيره وهى تصف بيدها فعلا شائن ليكمل عبارتها‎ ... ‎ ‎

‎ ‎3 ‎
وقفت بين يديه ..مرتجفه ..ورقة فى مهب الريح ..انفاسها‎ ‎تعلو وتهبط ..وهو يخلع عنها الفراشيه‎ .. ‎ وينظر بأنفعال شهوانى الى صدرها‎ ‎الذى يعلو ويهبط ....انين من الداخل ...وهى تنظر الى جيبه المكتنز ‏بأوراق نقديه‎ ‎لاحصر لها‎ ... ‎ ‎ ‎_ ‎لحظت بكت اول مرة من الفاقه والفقر احتظنتها اختها‎ ‎التى عرفت كيف تقودها الى الرذيله‎ ‎‎............ ‎ ولحظة أن بكت بأستسلام‎ ‎أحتضنها بشهوة ..والعرق يجتاحه مختلطا برائحة السيجاره ...اغمضت عينيها ‏فى‎ ‎استسلام...لاحت صورة اولادها من بعيد ..خيالات غامضه ..احست بلعابه اللزج تحت اذنها‎ ‎انتفضت لملمت نفسها وأفلتت من بين يديه ..خرجت لاتلوى على شىء فيما لعناته تعوى من‎ ‎بعيد‎. ‎






‎4 ‎
أتكأت على الباب تحاول ان تتماسك ..ان تتمالك نفسها سمرها‎ ‎حوار كان يدور داخل بيتها المتهالك‎ ‎ ‎_
_ ‎نريد شيئا نأكله ياأبى‎ .. ‎ ‎_
_ ‎ستحضر لكم أمكم من خالتكم..الم تقل لكم ذلك‎ ‎
‎_بلى
‎ . ‎5
‎ عادت مسرعة من حيث أتت ...وهى ترنو الى أوراق النقد الخضراء فى جيبه‎ ‎المكتنز ...داست برجليها ‏البركة العفنه ..لم تفطن الى الماء المتطاير هنا‎ ‎وهناك...أو حتى للرائحة الكريهه ..كانت تحاول استباق ‏زمن كاد ان يولى ...فيما عاد‎ ‎الى الشارع صمته المعهود
سعد الحمرى
1997

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

جميل كل ما تكتبه اقلامك لى عوده

رحاب المجعاوى يقول...

مسائك طيب يا من تحمل لنا كل ما هو طيب
لا يمكن ان اقف امامك ابداعاتك يا استاذنا صامته من عندك يبدأ القلم بان يرقص فوق حروف الكلام ويرسل لنا رسالة هنا يبدأ الادب من هنا بوابة الادب
تحياتى اليك رحاب المجعاوى
كنت هنا