الثلاثاء، 4 أغسطس 2009

غصة (( من حكايات الزمن الردىء)) قصة قصيره







مهداه الى ضحايا الغفله الذين ماتو والذين سيموتون قريبا




كان ذلك أمرا لافكاك منه قالها وهو يلهث...
ماكدت أطاء بقدمى ترابها حتى انثالت على احاسيس شتى تصور قالها بهدوء كانت رائحة المكان الذى وطأه قدمى هى بمثابة المسك او فلنقل زهرة بريه ذات رائحة بكر
أشعل سيجارته وهو لايزال لاهثا على الان ان اترك نفسى وديعة بين يديك لاتقلق قالها بقوة لاتقلق عزيزى ودع الامور تجرى كما شاء لها القدر ..
فى المرة الاولى حين هبطت اليها من الشارع العام ووقفت احاول جاهدا ان أتماسك صدقنى كنت أكبح عواطفى محاولا التنصل من كل شىء يوحى بالبكاء ..حتى اننى كنت استحضر الكثير من الفكاهات والملح والنوادر التى احفظها لأحاول أن ابدو مبتسما قليلا لكننى فشلت صدقنى ضاعت منى كل التفاصيل .
تذكرت اشياء لاتوحى لى بالسعادة على الاطلاق ..تذكرته والعابه التى احرقتها وملابسه التى اشتريتها له إبان فقرى ..تذكرت قميصه الاحمر الذى كان يبدو فيه مثل كيبويد اله الحب ..وصدقنى ان تداعى الذكريات ليس بالامر الحسن تقول لى لماذا سأشرح لك ...حينما تنسحب الذكريات فى داخلك تترك وراءها رائحة هى اشبه بلسع السياط او فلنقل احتراق شىء على مهل ..انت لم تفهمنى ..
حسنا انها لى أنا تلك الذكريات ..لى أنا وأحاول مستميتا منذ اكثر من خمسة سنوات تجاهلها ..أو أن أتعمد نسيانها ..فى ليالى معينة يترأى لى أننى اسمع ضحكته الشقية وأتسأل فى داخلى وانا مشوش كيف عرف مكان قصرى الجديد
هو مات وأنا لازلت قابعا انا وعائلتى فى البيت القديم ..مات هناك فكيف عرف بيتى الجديد
كنت انهض متثاقلا لمحاولة الوصول الى المصدر مصدر تلك القهقهة الطفولية الجذلى التى لم تفارق خيالى لحظة واحدة .
لكننى لم أجده ابدا لم يظهر لى ابدا ضحكة شقية رقراقه تتداعى فى ارجاء البيت لايسمعها احد الا أنا ..
بعد أن قبضت المبلغ المهول الذى لم أحلم يوما بأمتلاكه أنت تعرف ان رقم يحمل بجانبه ستة اصفار لم يكن يوما هاجسا عندى كان اشبه بالمستحيل .
فقير مثلى كان همه الاول والاخير أن ينام مطمئنا ..
لكنى الان فقدت الاطمئنان والى الابد منذ أن امتلكت ذلك المبلغ ..يوم أن قبضت المبلغ حصل معى شيئان هستيريا من الضحك ونشيج بكاء اختلط على الامر صدقنى ..اختلط وبت لاأعرف هل اضحك ووأودع زمن الفقر ام ابكى على رحيله مبكرا مثل نورس يموت صغيرا .. بعدها تعمدت أن ادمر كل شىء بمت له ولو بصلة بسيطة ..احرقت ملابسه حطمت العابه جمعت صوره واحرقتها كلها كانت عيناه الضاحكتان هى اخر ماطالعنى من خلف لهيب النار .
ولازالت تلك العينان تطالعنى فى الظلام وفى المنام وفى الصحوة ..أنا لم أخطىء فى حقه لكنه القدر هو من جعل نهايته هكذا ..فلماذا احاسب نفسى ...؟
لماذا يترأى لى أحيانا اننى قد بعت دمه ..أو قطعته وبعته عضوا عضوا ..لماذ يترأى لى كلما فكرت فى زيارته فى مثواه الاخير مثل هذه الافكار ..لماذا حين أطاء ارض المقبره تترأى لى أن رائحة الارض تغيرت رائحة المكان الذى وطأه قدمى هى بمثابة المسك او فلنقل زهرة بريه ذات رائحة بكر
لماذا حين اقف على باب المقبره من الشارع العام كنت أكبح عواطفى محاولا التنصل من كل شىء يوحى بالبكاء ..حتى اننى كنت استحضر الكثير من الفكاهات والملح والنوادر التى احفظها لأحاول أن ابدو مبتسما قليلا لكننى فشلت ولماذا تضيع منى كل التفاصيل

هى غصة على أى حال قالها وهو يلهث غصة فى القلب سوف تنمحى من داخلى يوما ما

ولكن متى تنمحى ..

وقف بأنتباه امام الشخص الذى كان يخاطبه فى المراءه وسوى من بذلته السموكن الجديدة انتبه أنه منذ ساعه كان يحادث نفسه فقط ...خرج من الغرفه ..أشعل سيجارته وركب سيارته الفاخرة وزعقت عجلات السيارة صارخة من قوة اندفاعها تاركة وراءها شمس غائمة وضحكة شقية تتردد فى ارجاء المكان .



سعد الحمرى
26/7/2007

ليست هناك تعليقات: